Wednesday, September 30, 2009

نيافة ألأنبا بيشوى فى رده على كمال زاخر



يسعدنى أن أقدم الحقيقه العاريه للمدعو كمال زاخر بقلم نيافة ألأنبا بيشوى ـ لتكون بنعمة ربنا سلسله لعدة مقالات عن فكر كمال زاخر ومن على شاكلتهم فى توجيه سهامهم ضد الكنيسه ـ وسوف أتفرغ الفتره القادمه لأطلاع الساده القراء وخاصة البسطاء منهم على الهجوم الذى يقوم به كمال زاخر على كنيستنا ألأم ممثلة فى قداسة البابا وألآباء ألأساقفه والمجمع المقدس الذى لم يسلم أحد حتى ألآباء الكهنه من لسانه العف جدأ .
وأرجو من القراء ألأحباء ملاحظة وداعة ألفاظ نيافة ألأنبا بيشوى فى آداب التخاطب مقارنة بألفاظ السيد كمال زخارى فى هجومه على البابا خاصة إدعاؤه ألأخير أن منصب البابويه وزعامة الكنيسه جاء قضاءأ وقدرأ ـ رغم أن طفل مدارس ألأحد يعلم إنه ليس فى المسيحيه شيئأ يسمى القضاء والقدر ـ وإنما هو تعليم إسلامى صرف ـ ولا عجب فى ذلك فقد صرح كمال بنفسه أنه تتلمذ فى كتاب الشيخ محمد عفيفى ـ فهل نقبل من فضيلة الشيخ كمال زاخر فيما فنده ألأنبا بيشوى ـ فلنرى ونحكم بعين الحق ـ لأن مبرئ المذنب ومذنب البرئ كلاهما مكرهه للرب ـ كما يقول الكتاب .
والمقال موجود فى جريدة المشاهير

بقلـم هــانز ابراهيـم حنـا
رداً على مقال كمال زاخر موسى
بجريدة روزاليوسف
العدد 311 فى 11/8/2006
لم أرغب فى الرد فى جريدة روزاليوسف لأنى لا أرغب فى أن يشتريها الأقباط الأرثوذكس أو أن يقرأوها، لأنها مثل مجلتها (الأم) قد دأبت منذ سنوات على مهاجمة الكنيسة دون الرجوع إليها قبل النشر لمعرفة الحقيقة. ويؤسفنى أن الأستاذ كمال زاخر موسى قد صمم على مواصلة هجومه على رئاسة الكنيسة والذى سبق أن بدأه فى جريدة الأخبار جنباً إلى جنب مع القس إبراهيم عبدالسيد الكاهن الذى توفى منذ بضعة سنوات، وكان محكوماً عليه من المجلس الإكليريكى العام لشئون الكهنة بالإيقاف التام عن الخدمة الكهنوتية بعد محاكمته فى عدة جلسات روعيت فيها كل مبادئ المحاكمة السليمة من الشهود والقضاة وحق الدفاع عن النفس والأدلة المادية المثبته فى التحقيقات وموجودة بملف الموضوع.
وقد إنساق الأستاذ كمال زاخر وقتها لدعاوى القس إبراهيم عبدالسيد بأنه مظلوم مع أننا عرضنا عليه وعلى غيره أن يطلب كتابةً فتح ملفه للرأى العام إن كان مظلوماً ولم يتقدم بهذا الطلب لحين وفاته.
ويشهد نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى بأن آخر محاكمتين أجراهما المجلس الإكليريكى العام وقام المجلس بتجريد الكاهنين فيهما وهما من إحدى الإيبارشيات، قد وصل إلى نيافته ملف الشكوى ضد أحدهما من الأستاذ كمال زاخر موسى لإنقاذ سمعة الكنيسة قبل نشر الملف فى الجرائد العامة معبراً عن استيائه الشديد مما هو وارد بالملف من خروج على أبسط مبادئ المسيحية. وقال لنيافة الأنبا موسى "الله يكون فى عونكم عند الاطلاع على ما ورد فى الملف" وأجابه نيافة الأنبا موسى "علشان تعذر المجلس الإكليريكى العام فيما يصدره من أحكام لا تروق للمدافعين عن الكهنة المخطئين بينما لا يقوم المجلس بنشر أسباب الحكم حرصاً على سمعة الناس وأسرار العائلات وسمعة الكنيسة بوجه عام". وقام نيافة الأنبا موسى بإرسال الملف إلى المجلس الإكليريكى العام على وجه السرعة.
وكان المجلس الإكليريكى الفرعى لهذه الإيبارشية قد حاكم هذين الكاهنين عدة مرات قبل المحاكمة الأخيرة وفرض عليهما عقوبات كنسية ولكنهما مارسا نفس الأخطاء أثناء فترة العقوبة.
وقد حضر أحدهما جلسات التحقيق أمام المجلس الإكليريكى العام، وأما الآخر فقد استدعاه المجلس ثلاث مرات ورفض الحضور وتم الحكم عليه غيابياً بعد أن تم التأكد من بصمات اليد أو الصوت الموجودة فى الأدلة المادية وذلك بشهادة الشهود ومنهم أعضاء المجلس الإلكيريكى الفرعى للإيبارشية الذين حضروا جلسات المحاكمة لكلا الكاهنين.
لماذا يهاجم الأستاذ كمال زاخر المحاكمات الكنسية علناً، وفى السر يقول لنيافة الأنبا موسى "الله يكون فى عونكم" عند الاطلاع على ما فى الملف من أشياء تقشعر لها الأبدان وتشيب لها الرؤوس.
وهل تكون مكافأة من يتعب فى الاصلاح داخل الكنيسة وحماية سمعتها أن يُهاجَم ممن يلقّبون أنفسهم بجماعة الإصلاح الكنسى؟ أين هو الإصلاح بواسطة من يدافعون عن الفساد؟ ياللعجب!!!
التعبيرات الغريبة
يكرر الاستاذ كمال زاخر موسى والدكتور جورج حبيب بباوى الذى يقتبس منه الأستاذ كمال عبارات (فى هذا المقال وغيره) تحتاج إلى تمحيص مثل "مأزق الكنيسة المعاصر" و"البعث العلمانى داخل الكنيسة" و "تجهيل التاريخ القبطى" و "أمراض المجتمع المصرى التى أصابت الأقباط" و "الإنكفاء داخل الكنيسة" و "الخلط بين القداسة والقيادة" و "أزمة نشر التراث الكنسى" و "الحزب الواحد الذى يدير الكنيسة" و "غياب دور العلمانيين تماماً وهى الترجمة القبطية لنظام الحزب الواحد الشمولى" و "رفض وجود معارضة داخل الكنيسة" و "انتفاء فكرة التعددية فى المدارس الفكرية وبالتالى إمكانية الشرح والتفسير بغير تصادم أو مصادرة أو اتهام بالهرطقة".
وسوف نرد على كل هذه التعبيرات الغريبة التى تهاجم النظام الكنسى وكأن الكنيسة موسسة سياسية وليست مؤسسة إلهية يطالب فيها الأستاذ كمال زاخر والدكتور جورج حبيب وأمثالهما بتعدد الأحزاب، وتعدد المدارس الفكرية، مما يؤثر على وحدانية الفكر والقلب والروح داخل الكنيسة. وتدل هذه التعبيرات إما على عدم دراية بحقيقة الكنيسة أو على الرغبة الدفينة فى تحطيمها من قبل من تتلمذ على أساتذة يهود ملحدين فى انجلترا وافتخر بذلك علناً فى محاضراته المسجلة لدينا فى الكلية الإكليريكية بمصر، قبل إنضمامه إلى الكنيسة الإنجليكانية فى إنجلترا رسمياً فى 28/2/1989 وورد فى خطاب رسمى بذلك فى 25/5/1989 كما هو منشور بمجلة الكرازة فى 23/6/1989بشأن الدكتور جورج حبيب بباوى. وقد اعتبرت الكنيسة فى ذلك الوقت أنه قد فصل نفسه عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (مرفق صورة ما نشر بمجلة الكرازة.
وللأسف إن الأستاذ كمال زاخر موسى يستند على خطاب للدكتور جورج حبيب بباوى ويلخصه وينشره فى مقاله قبل أن يعرف حقيقة التعاليم المضادة للمسيحية التى نادى بها الدكتور حورج حبيب فى محاضراته فى الكلية الإكليريكية بمصر قبل منعه من التدريس. ويكفينى أن أقول للأستاذ كمال أن الدكتور جورج حبيب قد هاجم حياة التسليم التى يمارسها الإنسان المسيحى للسيد المسيح فى سر القربان المقدس "الإفخارستيا" وأن من يسلّم حياته للمسيح يكون حسب قوله المسجّل "زى الحمار اللى بيتركب وبيركبه واحد". وعندما تعجّب الطلبة من هذا الكلام قال لهم وكان ذلك فى السبعينات من القرن الماضى "ما هى مصر الآن تعدادها 42 مليون منهم 2 مليون آدمى وفيها أربعين مليون حمار". هل هذا هو أدب التعليم اللاهوتى عن حياة التسليم لله ولدينا التسجيل الكامل الصوتى لهذه المحاضرة فى فرع الكلية الإكليريكية بطنطا.
هل هذه هى مدارس التفسير التى ينادى بها الدكتور جورج حبيب الذى كان يدافع عن عقيدة "خلاص الشيطان" التى حرمت الكنيسة "أوريجانوس" بسببها وهى عقيدة الخلاص الشامل "الأبوكتاكتاسيس". وماذا يبقى فى الإيمان بالله بعد المناداة بخلاص الشيطان؟ وما فائدة الدين، وما الداعى لحياة التوبة؟!!
"يا بابا بنحبك"
ذكرت فى مقالى فى جريدة نداء الوطن كيف استقبل شبابنا القبطى قداسة البابا شنودة الثالث عند عودته من رحلته العلاجية فى الخارج بهذا الهتاف من أعماق قلوبهم ودوى هتافهم فى فناء الكاتدرائية وهز مشاعر الجميع. واعتبر الاستاذ كمال زاخر موسى أننى قد أدمنت تملّق قداسة البابا حينما ذكرت هذه الحقيقة التى ذكرها كثيرون غيرى. ولكن الأدهى من ذلك أنه قال بالحرف الواحد فى مقاله المذكور بجريدة روزاليوسف [لن نرد على ما قاله الأسقف. فقط نذكّره بأن العاطفة الشعببية تتغير وفق تأثير الكهنة ومؤامراتهم بحسب الإنجيل. فالشعب الذى استقبل السيد المسيح كقائد ومخلّص على أبواب أورشليم بهتاف "مبارك الآتى باسم الرب" "خلّصنا يا ابن داود" هو ذاته الذى صرخ بعدها بأيام قلائل أمام الوالى ضد المسيح "اصلبه .. اصلبه، ودمه علينا وعلى أولادنا"!!]
واتبع ذلك الاستاذ كمال زاخر بقوله [لكننا فى كل الأحوال نرحب بالحوار خاصة مع عالم أوحد للاهوت فى الكنيسة القبطية بحسب ما يروج خلصاؤه وحواريوه]. وتعجّبت لقول الأستاذ كمال زاخر أن خلصائى يقولون أننى عالم أوحد للاهوت فى الكنيسة القبطية، وذلك لأننى قد رددت كثيراً وكتبت أننى قد تتلمذت لسنوات طويلة على قداسة البابا شنودة الثالث معلم هذا الجيل، وكذلك قبلها على جناب الأب الموقر القمص تادرس يعقوب الذى قام بترجمة عدد كبير جداً من كتب أقوال الآباء القديسين. ولا زالت كتابات قداسة البابا وجناب القمص تادرس تملأ رفوف المكتبات القبطية فى كل مكان. وبالإضافة إلى ذلك فقد اكتسبت خبرات لاهوتية كتابية كثيرة من الأستاذ الدكتور موريس تاوضروس العالم الكبير فى كنيستنا فى العهد الجديد واللغة اليونانية، والذى اشتركت معه فى الاشراف على جماعة البحث اللغوى فى دير القديسة دميانة فى إصدار أول مجلد من موسوعة تحليل العهد الجديد باللغة اليونانية إلى اللغة العربية مع شروحات لاهوتية عديدة. وهو المجلّد الخاص بإنجيل متى ونشرناه فى حوالى ألف صفحة. واشتركت كذلك مع الدكتور القس شنودة ماهر فى تحضير كثير من البحوث اللاهوتية فى الحوار مع الكنائس الأرثوذكسية الخلقيدونية والكنيسة الكاثوليكية –كثير من هذه البحوث جاهزة حالياً للطبع فى كثير من المجلدات عن المجامع المسكونية، وتاريخ الانشقاق، والمجامع الخلقيدونية، وعقيدة انبثاق الروح القدس. وماذا أقول عن نيافة الأنبا موسى الذى يقود مؤتمر العقيدة الأرثوذكسية الكبير فى كل عام بدير العزب بالفيوم تحت رعاية قداسة البابا وعمن يشترك فى محاضراته من الآباء المطارنة والأساقفة والقمامصة والقسوس وأساتذة اللاهوت والدارسين ومؤلفى الكتب اللاهوتية والعقائدية.
إين أنا من هذا التعبير المشار إليه إلىّ فى مقال الأستاذ كمال زاخر فى وقت أعتبر فيه نفسى تلميذاً أتعلم من منابع الفكر الأرثوذكسى الآبائى السليم والذى تزخر كنيستنا حتى يومنا هذا فى كل موضع بكثير من معلميه ودارسيه؟!!
والآن استسمح الأستاذ كمال زاخر موسى بأن أرد على اقتباسه من الكتاب المقدس العهد الجديد وبالتحديد "بحسب الإنجيل" وأحب أن يسامحنى بأن أقول له أنه قد تسرع فى استخدام الإنجيل بطريقة خاطئة لا تطابق الحقيقة وهو قد صار بذلك مثل "من يبيع الماء فى حارة السقايين". على العموم سوف يرى عملياً أننا لا نهرب من الحوار ولا نخشاه لأننا ندافع عن حق الإنجيل الذى لا تؤثر فيه عوامل الزمان.
قال الأستاذ كمال زاخر أن الذين هتفوا للسيد المسيح هم أنفسهم الذين طالبوا بصلبه. وأقول له أن هذا بعيد كثيراً عن الحقيقة. لأن رؤساء الكهنة لم يتمكنوا من القبض على السيد المسيح فى وسط أحبائه الذين هتفوا فى يوم دخوله إلى أورشليم فى أحد الشعانين له بل قال رؤساء كهنة اليهود صراحة أنهم يحتاجون إلى من يرشدهم إلى مكان خلوى فى الليل ليتمكنوا من القبض عليه بعيداً عن الجماهير التى هتفت له. ولم يتمكنوا من محاكمته نهاراً خوفاً من الجماهير وحاكموه ليلاً واستمرت المحاكمة طوال الليل، ثم اجتمعوا مرة أخرى فى الصباح وأكدوا حكم الموت عليه عن طريق الرومان. واقتادوه وأسلموه فى الصباح الباكر إلى الوالى الرومانى قبل أن تخلّصه الجماهير من أيديهم. وكان ذلك بعد أن حكموا عليه بالموت. أما الجمهور الذى كان معهم فلم يكن هو الجمهور الذى استقبل السيد المسيح فى يوم أحد الشعانين بل هو جمهورهم الخاص الذى لا يمثل غالبية الشعب. ونسوق الآيات التالية لإثبات هذه الحقائق:-
"وقرب عيد الفطير الذى يقال له الفصح. وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يقتلونه. لأنهم خافوا الشعب" (لو 22: 1و2).
"فدخل الشيطان فى يهوذا الذى يدعى الإسخريوطى وهو من جملة الإثنى عشر فمضى وتكلم مع رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف يسلمه إليهم. ففرحوا وعاهدوه أن يعطوه فضة. فواعدهم. وكان يطلب فرصة ليسلمه إليهم خلواً من جمع" (لو22: 3-6). جاءهم الحل عن طريق خيانة يهوذا وتم القبض على السيد المسيح خلواً من جمع فى استعداد الفصح ليذبح فى نفس توقيت ذبح خروف الفصح.
"وكان يعلم كل يوم فى الهيكل وكان رؤساء الكهنة والكتبة مع وجوه الشعب يطلبون أن يهلكوه. ولم يجدوا ما يفعلون لأن الشعب كله كان متعلقاً به يسمع منه" (لو 19: 47و 48).
"ولما سمع رؤساء الكهنة الفريسيون أمثاله عرفوا أنه تكلم عليهم. وأذ كانوا يطلبون أن يمسكوه خافوا من الجموع لأنه كان عندهم مثل نبى" (مت21: 45و 46).
"حينئذ اجتمع رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب إلى دار رئيس الكهنة الذى يدعى قيافا. وتشاوروا لكى يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه. ولكنهم قالوا ليس فى العيد لئلا يكون شغب فى الشعب" (مت26: 3-5).
إن معجزة إقامة لعازر من الأموات قد أجبرت اليهود على القبض على السيد المسيح فى عيد الفصح ويتضح ذلك من قول يوحنا الإنجيلى "فتشاور رؤساء الكهنة ليقتلوا لعازر أيضاً. لأن كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبون ويؤمنون بيسوع" (يو12: 10، 11)، "فقال الفريسيون بعضهم لبعض انظروا إنكم لا تنفعون شيئاً هوذا العالم قد ذهب وراءه" (يو12: 19).
وهكذا تم التصعيد واستعانوا بيهوذا وقبضوا على يسوع وحاكموه وحكموا عليه بالموت ثم قاموا فى الصباح وأسلموه إلى بيلاطس "فقام كل جمهورهم وجاءوا به إلى بيلاطس" (لو23: 1) المقصود بعبارة "جمهورهم" أن هؤلاء كانوا أتباع رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب ومعهم جند الهيكل، هذا هو الجمهور الذى صرخ اصلبه اصلبه دمه علينا وعلى أولادنا.
أما الذين هتفوا وقالوا للسيد المسيح "مبارك الآتى باسم الرب، أوصنا (أى خلصنا) فى الأعالى" (مت21: 9) فهؤلاء قال عنهم السيد المسيح نفسه لليهود "وإن سكت هؤلاء، الحجارة تصرخ" (لو19: 40)، وقال "أما قرأتم قط من أفواه الأطفال والرضع هيأت تسبيحاً" (مت21: 16). فهل من نطق الروح القدس على لسانهم بالتسابيح هم أنفسهم الذين هتفوا ضده؟!!.. هذا مستحيل والآيات التى أوردناها تثبت ذلك. لقد تم اختطاف السيد المسيح ليلاً وتم تسليمه إلى السلطة الرومانية خلواً من جمع لئلا يكون شغب فى الشعب وخرجت المسألة من أيدى أحباء الرب والذين آمنوا به واستقبلوه بالهتاف، كما أن السيد المسيح كان قد علمهم محبة الأعداء وعدم مقاومة الشر فلم يتمكن أغلبهم من استخدام القوة. ومثال لذلك أن بطرس الرسول عندما استخدم السيف انتهره السيد المسيح وجعله يعيد السف إلى غمده.
ما بين التشرذم ووحدانية الفكر فى الكنيسة
ثم نأتى إلى قضية تعدد الأحزاب والمعارضة فى الكنيسة التى ينادى بها الأستاذ كمال زاخر والدكتور جورج حبيب؛ فنقول: إن وحدانية الفكر التى تنشأ عن الحوار المحفوف بالحب والاحترام المتبادل هو سمة الكنيسة الحقيقية.
وقد حدث فى اجتماع المجمع المقدس 3/6/1990 أن رفعت توصية من لجنة الرعاية والخدمة المجمعية وقّع عليها أكثر من عشرين عضواً بالمجمع المقدس بمشروع لائحة للمكرسات وضعها أساساً قداسة البابا شنودة الثالث بمشاركة أعضاء اللجنة وحدث فى جلسة المجمع المقدس أن اعترض أحد الآباء الأساقفة على أحد بنود اللائحة مما حدا بقداسة البابا إلى تأجيل اعتماد اللائحة لمدة عام كامل لحين الجلسة التالية للمجمع المقدس لمراجعة هذه المادة فى اللائحة حرصاً على وحدانية الفكر فى قرارات المجمع .
وشعرت وقتها بخيبة أمل وقتية بعد جهد مضنى استمر عدة سنوات، فنادانى قداسة البابا بعد جلسة المجمع وقت مائدة الأغابى، وهمس فى أذنى بروح الأبوة الحانية: "لا تتضايق لأننا ينبغى أن نحرص على راحة الآخرين فنقوم بتعديل البند الذى اعترض عليه نيافة الأسقف لتنال اللائحة رضى الجميع، وطلب منى أن لا أحزن على ضياع الفرصة والتذرع بالصبر لحين الجلسة التالية. وهذا ما حدث بالفعل وتم اعتماد اللائحة فى الجلسة التالية بالإجماع.
هذا هو أسلوب قداسة البابا الذى يقول عنه الأستاذ كمال زاخر والدكتور جورج حبيب ظُلماً أنه لا يقبل الحوار ولا يقبل الرأى الآخر، وأننا نتملق قداسته حينما نحترمه ونقدّر تعبه وأبوته وسيرته الطويلة فى حياة الرهبنة والتعليم ونتعامل معه كمسيح الرب المختار من الله خليفة للقديس مرقس الإنجيلى.
ونسوق الآن الآيات الكتابية التى ترفض فكرة الأحزاب والمعارضة فى الكنيسة، ولكن وحدانية الرأى والفكر النابعة عن الحوار المحفوف بالمحبة والاتضاع والرغبة الصادقة فى مجد الله:
فى مناجاة السيد المسيح للآب فى ليلة آلامه وصلبه قال الآب عن تلاميذه
"ليكون الجميع واحداً كما أنك أيها الآب فىَّ وأنا فيك ليكونوا واحداً فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتنى. وأنا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد" (يو17: 21و22)
وقد تحقق طلب السيد المسيح فى حياة الكنيسة بعد يوم الخمسين.
"ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة" (أع1: 1).
"وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات" (أع2: 42).
"وكانوا كل يوم يواظبون فى الهيكل بنفس واحدة" (أع2: 46).
"فلما سمعوا رفعوا بنفس واحدة صوتاً إلى الله" (أع4: 24).
"وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة" (أع4: 32).
"وكان الجميع بنفس واحدة فى رواق سليمان" (أع5: 12).
وبالنسبة لقضية الختان فى المسيحية اجتمع مجمع فى أورشليم لبحثها
"فاجتمع الرسل والمشايخ لينظروا فى هذا الأمر. فبعدما حصلت مباحثة كثيرة.. كتبوا بأيديهم هكذا.. رأينا وقد صرنا بنفس واحدة" (أع6، 7، 23-25).
"وأخضع كل شئ تحت قدميه وإياه جعل رأساً فوق كل شئ للكنيسة التى هى جسده" (أف1: 22، 23).
"الذى فيه كل البناء مركباً معاً ينمو هيكلاً مقدساً فى الرب. الذى فيه أنتم أيضاً مبنيون معاً مسكناً لله فى الروح" (أف2: 21، 22).
"مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام. جسد واحد وروح واحد كما دعيتم أيضاً فى رجاء دعوتكم الواحد" (أف4: 3، 4).
فليس فى الكنيسة أحزاب ومعارضة كما تخيّل الأستاذ كمال زاخر والدكتور جورج حبيب، بل هى جماعة يقودها الروح القدس، وتخضع لتعاليم المجمع المقدس بالروح الواحد مع وجود الفرصة داخل المجمع المقدس لحرية الرأى باستمرار.
أما عن قيادة البابوات الأرثوذكس للكنيسة والتى ينتقدها الدكتور جورج حبيب ويروّج له الأستاذ كمال زاخر، فإننى أذكرهم بأن القديس أثناسيوس الذى استشهدوا بمحاكمته أمام الأريوسيين، قد قاد الكنيسة ليس فى مصر وحدها بل فى العالم أجمع، لأنه كان جديراً بهذه القيادة حتى دعى "ضد العالم" Contra Mundo وجاء وقت أوشك فيه العالم كله أن يصير أريوسياً لولا أثناسيوس حامى الإيمان ومعه أساقفته فى مصر وكرازة مارمرقس، لماذا هذا التململ من قيادة البابا كيرلس السادس للمجمع المقدس وقيادة البابا شنودة للمجمع المقدس.
ألم يلقّب البابا كيرلس الأول بعامود الإيمان لأنه كتب رسائل لاهوتية إلى نسطور اعتمدها مجمع كنيسة الإسكندرية ثم اعتمدها المجمع المسكونى فى أفسس الذى رأسه هذا البابا العظيم فى البطاركة.
لماذا كل هذا الهجوم على وجود قيادة كهنوتية فى الكنيسة؟!!
دور العلمانيين
أما عن دور العلمانيين فى الكنيسة فأحب أن أذكّر الأستاذ كمال زاخر والدكتور جورج حبيب، بأن الذى أعاد المجلس الملى العام مرة أخرى بعد إلغائه فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر هو قداسة البابا شنودة الثالث. كما أنه قد رحّب به وقام بسيامة أعضاءه شمامسة حسب الطقس الرسولى فى سيامة خدام الموائد المنتخبين من الشعب على يد الآباء الرسل (انظر أع 6: 1-6).
ألم يشترك الشعب فى انتخاب قداسة البابا شنودة الثالث كما انتخب المتنيح قداسة البابا كيرلس السادس؟!
ألا يطبّق قداسة البابا شنودة الثالث المبدأ الذى نادى به فى سيامة الأساقفة والكهنة "من حق الشعب أن يختار راعيه"؟!
ألم يقم قداسة البابا بتشجيع وجود مجلس شمامسة فى كل كنيسة داخل مصر وخارجها؟!
ألم يقم قداسته عدة مرات بدعوة اللجنة العليا للتربية الكنسية للاجتماع؟!
ألا يرأس قداسته جلسات المجلس الملى جميعها وهيئة الأوقاف القبطية ذات الأهمية؟!
ألم يشجع قداسته أعضاء مجلس الشعب والشورى من الأقباط؟!
ألم يلاحظ الدكتور جورج والأستاذ كمال التناغم بين بيان رؤساء الكنائس فى مصر الذى تم فى اجتماع بدعوة من قداسة البابا شنودة الثالث، وبرنامج البيت بيتك فى التلفزيون المصرى، وأداء الدكتورة فى القانون جورجيت قلينى فى مجلس الشعب بشأن التصدى لرواية وفيلم "شفرة دافنشى" الذى يسئ إلى المسيحية وإلى جميع الأديان غير الوثنية؟ وجاء الموقف المصرى بأكمله فى مجلس الشعب والشورى ووزارتى الثقافة والإعلام مؤيداً لرأى قداسة البابا شنودة الثالث.
ختام الموقف
إننى أدعو الأستاذ كمال زاخر موسى إلى مراجعة النفس وعدم الانقياد لأفكار الدكتور جورج حبيب وأيضاً الشماس المنشق مكس ميشيل الهدّامة.
أما عن باقى الأسماء التى ورد ذكرها فى المقال وخلافاتها مع الكنيسة؛ وكذلك ماورد من مسائل بشأن الخطيئة الأصلية لآدم وحواء وتأثيرها على الجنس البشرى، فلها مجال آخر، والحوار مازال مفتوحاً...
الأنبا بيشوى
مطران دمياط وكفر الشيخ وبرارى القديس دميانة
وسكرتير المجمع المقدس
mailto:e-mail%3Ademiana@tecmina.com

No comments:

Post a Comment